وأقول :
قد روى البخاري الحديث الذي ذكره المصنف رحمهالله في «كتاب الهبة » (١) .
ولا ريب أن معناه ما فهمه المصنف رحمهالله لا مافهمه الفضل ، إذ لا وجه لأن يقصد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمره لعمر بالسماع إدخال السرور عليه ، فإنّ حضوره وسماعه كافيان في دخول السرور عليه ــ لو كان ممن يستر بذلك فلا بد أن يكون أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم له بالسماع ــ مع عدم الحاجه إليه ــ لإرادة إلزامه بالحجّة ، ولذا أجاب بأنّا إن لم نكن علمنا أنّك رسول الله ، فوالله إنك لرسول الله.
كما أنّ الأقرب في الحديث الذي ذكره الفضل ــ لو ثبت وجوده ــ هو ذلك أيضاً ، إذ لو كان المقصود إدخال السرور عليه ، للاحت عليه إمارته من إظهار الفرح ، وحمد الله تعالى ونحو ذلك ، لا مجرد الإقرار بالشهادة .
***
__________________
(١) من صحيحه في باب إذا وهب ديناً على رجل . منه قدسسره . الاولى البخاري ٣ / ٣١٨ ــ ٣١٩ ح ٣٥.