النسک.
فلقيه بعد ذلك فسأله ، فقال عمر : قد علمت أن النبي قد فعله وأصحابه ، ولكن كرهت أن يظلوا مُعرَّسين بين الأراك (١) ، ثمّ يروحوا في الحج تقطر رؤوسهم (٢) .
وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي في مسند عمران بن حصين متعة الحج ــ وقد تقدّم لعمران بن حصين حديث في متعة النساء أيضاً (٣) ــ قال : أنزلت آية المتعة في كتاب الله تعالى ، وفعلناها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم ينزل قرآن يُحرمها ، ولم ينه عنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى مات ، وقال رجل برأيه ما شاء .
قال البخاري ومسلم في صحيحهما : إنّه عمر (٤) .
وهذا تصريح بأنّ عمر قد غير شرع الله وشريعة نبيه في المتعتين وعمل فيهما برأيه ، وقال الله تعالى : ( لِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ... ) (٥) .
فإن كانت هذه الروايات صحيحة عندهم فقد ارتكب عمر كبيرة ، وإن كانت كاذبة ، فكيف يصححونها ويجعلونها من الصحاح ؟!
__________________
(١) الأراك : شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيره الورق والاغصان خوارة العود تنبت بالغور تتخذ منها المساويك .
انظر : لسان العرب ١ / ١٢٢ مادة «أرك ».
(٢) الجمع بين الصحيحين ١ / ٣١٣ ح ٤٦٩ ، وأنظر : صحيح مسلم ٤ / ٤٤ .
(٣) راجع ٧ / ٢٥٠ من هذا الكتاب.
(٤) الجمع بين الصحيحين ١ / ٣٤٩ ح ٥٤٨ ، وأنظر : صحيح البخاري ٦ / ٥٩ ذيل ح ٤٣ صحيح مسلم ٤ / ١٣١.
(٥) سورة محمد ٤٧ : ٩ .