وهذا يدلّ على عدم معرفة عمر بظاهر الأحكام ، وقد ورد به القرآن العزيز في قوله تعالى : ( فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) (١) في موضعين ، ومع ذلك فإنه عاشر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة مدة حياة النبي ، ومدة أبي بكر أيضاً ، وخفي عنه هذا الحكم الظاهر للعام ، أفلا يفرّق العاقل بین هذا ، وبين من قال في حقه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أقضاكم على » (٢) .
وقال تعالى : ( وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) (٣) ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (٤) .
وقال هو : «سلوني عن طرق السماء ؛ فإنّي أخبر بها من طرق الأرض ، سلوني قبل أن تفقدوني» (٥) .
والله لو ثنيت لى الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم» (٦) .
***
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٤٣ ، سورة المائدة ٥ : ٦.
(٢) تمهيد الأوائل للباقلاني : ٥٤٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٥١ : ٣٠٠ ، شرح نهج البلاغة : ٧ : ٢١٩ ، تفسير القرطبي ١٥ : ١٦٢.
(٣) سورة الرعد ١٣ : ٤٣ . وراجع ٥ / ...من هذا الكتاب.
(٤) سورة الحاقة ١٩ : ١٢ ، وراجع ٥ / .... من هذا الكتاب.
(٥) أنظر نهج البلاغة ــ صبحي صالح ــ : ٢٨٠ خطبة رقم ١٨٩ ، ينابيع المودة ١ / ٢٠٨ ح ٩ ، مع اختلاف في الالفاظ.
(٦) مناقب الخوارزمي : ٩١ ذیل ح ٨٥ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ١٣٦ و ١٢ / ١٩٧ ، فرائد السمطين ١ / ٣٤١ ، شرح المواقف ٨ / ٣٧٠.