الخطاب فإنّه رواه (١) عن عمر أنّه قال فيه : «قسم رسول الله قسمه ، فقلت : يا رسول الله ! لغير هؤلاء أحق منهم أهل الصفة .
فقال رسول الله : إنّكم تخيروني ، إنكم تسألوني بالفحش وبين أن تبخلوني ، ولست بباخل» (٢) .
ومثله في«تهذيب التهذيب»لابن حجر بترجمة سلمان بن ربيعة (٣) .
ولو سلّم أن المراد بالحديث ، تصديق عمر ، فهو دليل على نقص من قسم فيهم رسول الله تلك القسمة ، وهو كاف في المدعى ؛ لما فيه من الطعن بالصحابة بأنّهم أتباع الدنيا ، وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يتألفهم ، وهذا الحديث رواه مسلم في كتاب الزكاة (٤) .
وأعظم منه ما حكاه في كنز العمال عن الترمذي ، وابن جرير ، والبزار ، وغيرهم ، عن ابن عمر قال : «جاء رجل إلى رسول الله ، فسأله أن يعطيه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ما عندي شيء ، ولكن استقرض حتى يأتينا شيء فنعطيك.
فقال عمر : يا رسول الله ! هذا أعطيته ما عندك ، فما كلّفك الله مالا تقدر عليه ، فكره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قول عمر حتى عرف في وجهه.
فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ! أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالاً .
فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى عرف البشر في وجهه بقول
__________________
(١) ص : ٢٠ ج ١ . منه قدسسره .
(٢) مسند أحمد ١ / ٢٠ و ٣٥.
(٣) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٢ رقم ٢٥٤٨ .
(٤) في باب الكفاف والقناعة . منه قدسسره . الاولى صحیح مسلم ٣ / ١٠٣.