وأما ثانياً : فلأنّ الذي أراده معاوية بتشتيت أمر المسلمين هو ما وقع في البصرة ، وصفين ، وما تفرّع عليهما من حرب النهروان ، والعداوة بين المسلمين .
ومن الواضح أنّ أقوى الأسباب فيه هو إطماع عمر للزبير وطلحة وقوم عثمان في الخلافة.
ومن المضحك أن الفضل أراد أن يشتم معاوية في قبال شتم معاوية لعمر ، فقال : بل نقول ... إلى آخره ، فما أتمّ كلامه حتى عذر معاوية بقوله بالاجتهاد ؛ إذ لا تطاوعه نفسه على شتم ذلك الباغي غصن الشجرة الملعونة في القرآن .
ثمّ إنّ هذا الخبر قد ذكره ابن عبد ربه (١) ، كما سبق ذكره في مطاعن عمر (٢) .
***
__________________
(١) ص : ٧٥ ج ٣ . منه قدسسره ، وأنظر : ص٣٦٤من هذا الجزء.
(٢) راجع ٧ / ٣١١ من هذا الكتاب.