من قريش (١) .
ثمّ إن دعوى عمر الوثاقة في سالم ، ومعاذ ، وأبي عبيدة ، دون عثمان ، مضرّةً بما يزعمه القوم من فضل عثمان على المسلمين جميعاً سوى الشيخين ، فإنّه إذا كان عمر لم يثق بعثمان على طول صحبته له ، فكيف يكون أفضل المسلمين ؟
والأعجب من ذلك دعوى عمر الوثاقة بهم دون علي عليهالسلام ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) (٢) الآية .
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٣) ، وهو أخو رسول الله ونفسه ، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى .
وليت شعري ، مابال أبي عبيدة يستحق الخلافة بلا ريب ــ لكونه على روايته أميناً ــ ولا يستحقها عليّ كذلك ، وقد أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا ؟!
وما بال معاذ يستحقها بلا تردّد لعلمه ، ولا يستحقها علي کذلک ، وهو الأذن الواعية ووارث علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وباب علمه ، ومن عنده علم الكتاب ، وقرينه في أنّ من تمسك به أمن الضلال ؟!
وما بال سالم يستحقها بلا شك لروايته إنّه شديد الحبّ الله تعالى ، ولا يستحقها عليّ كذلك ؟ !
وقد روى عمر نفسه حدیث خیبر (٤) .
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٢ / ١٩١ حوادث سنه ١١ وفيه اختلاف في بعض ألفاظه.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
(٣) راجع الجزء الأول من الطبعة الجديدة ص
(٤) راجع ٦ / ٨٣ من هذا الكتاب .