أما في هذا كلّه وأضعافه ما يوجب وثاقة عمر بسيّد المسلمين ، كما وثق بسالم ومعاذ وأبي عبيدة ؟! ما هذا إلا أعجب العجب ! !
وإذا تأمّل المنصف ذلك علم صحة ما جاءت به الرواية عندنا من : أنّ أبا بكر وعمر وأبا عبيدة ومعاذاً وسالماً قد كتبوا في حجة الوداع بينهم صحيفة جعلوا أمينها أبا عبيدة ، وتعاقدوا فيها على دفع أمير المؤمنين عن الخلافة ، وأن يتداولوها فيما بينهم على ترتيب أسمائهم المذكورة ، وأشهدوا فيها أربعين من أصحابهم ، حيث علموا أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد نصب أمير المؤمنين عليهالسلام خليفة بعده (١) ، ثم دحرجوا له الدباب (٢) ليلة العقبة ، بعد نص الغدير (٣) .
***
__________________
(١) کتاب سليم بن قيس ٢ / ٥٨٩ ــ ٥٩١ ، وص ٨١٧ ــ ٨١٩ ، الكافي ٨ / ١٧٩١٨٠ ، الصراط المستقيم ٣ / ١٥٣.
(٢) الدبه بالفتح : ظرف للبزر والزيت والدهن ، والجمع دباب .انظر : لسان العرب ٤ / ٢٧٨ ، تاج العروس ٤٧٩ / ١ مادة (دبب ) .
(٣) کتاب سليم بن قيس ٢ / ٧٣٠ ، الإحتجاج ١ / ١٢٧ ــ ١٣٢ .