ولأجل هذا سأل من الله أن يجعلها رحمةً لمن دعا عليه.
فما ذكر ــ أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يدعو إلا على منافق ــ باطل بإجماع العلماء.
وأما ما ذكر أنّه كيف جاز لمعاوية أن يعتذر بالأكل ؟
فلم يصح أنه اعتذر ولم يجيء ، وربّما رآه ابن عباس مشغولاً بالأكل . فلم يذكر أن رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يطلبه ، وظاهر الحديث يدلُّ على هذا ، هكذا قال العلماء (١) .
وأنا أقول : أثر دعوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه أكل جميع الدنيا ولم يشبع من الخلافة والملك حتّى وُوري في التراب ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب .
***
__________________
(١) تطهير الجنان : ٣٧.