وفيه أنّ رسول الله سأل فاطمة فقال : « ألا ترضين أن تكونى سيّدة نساء المؤمنين ، أو سيّدة نساء هذه الأمة »؟
فقالت : وأين مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ؟ .
فقال : « مريم سيّدة نساء عالمها ، وآسية سيدة نساء عالمها » (١) .
وفي صحيح البخاري عن عائشة أن محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يا فاطمة !ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، وسيدة نساء هذه الأمة » (٢) ؟
وروى الثعلبي في تفسير : «وإني سميتها مريم» (٣) : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من آذى فاطمة أو أغضبها ، فقد آذى أباها وأغضبه » (٤)
وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (٥) ثم يشهدون ويصححون أن أبا بكر أغضبها وآذاها وهجرته إلى أن ماتت.
فإما أن تكون هذه الأحاديث عندهم باطلة فيلزم كذبهم في شهادتهم بصحتها ، أو يطعنوا في القرآن العزيز وهو كفر ، أو ينسبوا أبا بكر إلى ما لا يحلّ ولا يجوز .
__________________
(١) الطرائف : ٢٦٢ ــ ٢٦٣ نقلاً عن الجمع بين الصحاح السنّة ، وأنظر : سنن ابن ماجة ح ١٦٢١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٠ ح ٤٧٤٠ ، مصابيح السنة ٤ / ١٨٤ ح٤٧٩٨ ، كنز العمال ٢ / ١١٠ ح ٣٤٢٣.
(٢) صحيح البخاري ٨ / ١١٥ ح٥٧.
(٣) سورة آل عمران ٣ : ٣٦ .
(٤) تفسير الثعلبي ٣ / ٥٥ ولم يذكر فيه هذا الحديث وإنما ذكر حديث سيدة نساء العالمين ، وكذا في الطرائف : ٢٦٣.
(٥) سورة الأحزاب ٣٣ / ٥٧.