فقال : لله درك يا ابن عبد الله ! لقد كنتَ عالي الهمة ، ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم ربّ العالمين» ((١))
ونقل في النصائح الكافية عن الزبير بن بكار في «الموفقيات» عن المطرف بن المغيرة بن شعبة ((٢)) ، قال :
«دخلت مع أبي على معاوية ، فكان أبي يأتيه فيتحدث معه مه ، ثمّ ينصرف إليّ ويذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ليلةً العشاء، ورأيته معتماً ، فانتظرته ساعةً وظننتُ أنّه لأمر حدث
فأمسك عن فينا ، فقلت : مالي أراك مغتمّاً منذ الليلة ؟
فقال : يا بُنيّ جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم .
قلت : وما ذاك ؟
قال : قلت له - وقد خلوت به - : إنّك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين !
فلو أظهرت عدلاً وبسطت خيراً ، فقد كبرت .
ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فوالله ، ما عندهم اليوم شيءٌ تخافه ، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه .
فقال : هيهات هيهات! أي ذكرٍ أرجو بقاءه ؟ ملك أخو تيم فعدل ، وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل : أبو
١- شرح نهج البلاغة ١٠١/١٠ .
٢- المطرف بن المغيرة بن شعبة : ولاه الحجاج المدائن، وزحف عليه شيبة الخارجي ، فخرج لقتاله وبعث إلية رجالاً من أصحابه لمعرفة ما يدعون إليه ، فمال إلى رأيه وخلق عبد الملك بن مروان والحجاج ، فلما وصل خبره إلى الحجاج أرسل إليهم من قاتلهم في بعض جهات أصفهان فتمزقوا وقتل مطرف قبل أن يستفحل أمره
راجع : تاريخ الطبري ٥٩٢/٣ ، تاريخ ابن الأثير ١٧٨/٤.