تجملتِ تبغلْتِ ولَوْ عِشْتِ تَفَيَلْتِ |
|
لك التسعُ من الثُّمْنِ وبالكل تملكتِ (١) |
وقد ذكر بعض أخبار القوم ركوبها على بغل ، لكن بقصة أخرى كاذبة ، فقد ذكر بن حجر في «تهذيب التهذيب» بترجمة عبد الله بن بن عبد الرحمن ابن أبي بكر ، أنّه قال الزبير بن بكار : أخبرني عبد الله بن كثير بن جعفر : « أنّ عائشة ركبت بغلة وخرجت تصلح بين غلمان لها ولابن عباس ، فأدركها ابن أبي عتيق فقال : يعتق ما يملك إن لم ترجعي ، ، فقالت : ما حملك على هذا ، قال : ما انفض عنا يوم الجمل حتى يأتينا يوم البغلة (٢) .
والظاهر : أنّ الراوي لم ينقل القصّة على حقيقتها ، فإن الإصلاح بين الغلمان لا يحتاج إلى خروجها بنفسها ، وركوبها على بغلة ، بحيث خاف منه ابن أبي عتيق أن يكون كيوم الجمل .
ثمّ إنّ الحديث الذي أشار إليه المصنف رحمهالله في أمر مسجد النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم قد رواه البخاري على نحو ورقة من آخر الجزء الثاني من صحيحه ،
__________________
(١) انظر : مناقب ابن شهر آشوب ٤ / ٥٠ ــ ٥١ ، الخرائج والجرائح ١ / ٢٤٣ ونسب البيت لابن الحجاج البغدادي ، الاحتجاج ٢ / ٣٠٩ ونسب القول لمحمد بن أبي بكروهو غير صحيح لأنه حينها كان ميتاً ، وراجع مقاتل الطالبيين : ٨٢ بمعناه
(٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٧٢ ، وفيه اختلاف في بعض الفاظه ، ويؤيد هذا ما جاء في الأنساب للبلاذري ٢ / ٥٢ ــ ٥٣ مانصه :
«عرضت لعائشة حاجة فبعثت إلى ابن ابي عتيق أن ارسل إلي ببغلتك لأركبها في حاجة.
قال : كان مزاحاً بطالاً ، فقال لرسولها : قل لأمّ المؤمنين : والله ما رحضنا[أي ما غسلنا] عار يوم الجمل ، أفتريدين أن تأتينا البغلة؟