عليّ بن أبي ربيعة ، قال : سمعت علياً على المنبر ــ وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ! مالي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله ؟ أبعهد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو شيئاً رأيته ــ ؟
قال : والله ، ما كذبت ولا كُذبت ، ولا ضللت ولا ضُلّ بي ، بل عهد من رسول الله عهده إلي ، وقد خاب من افترى ، عهد إلي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (١) .
ونقل ــ أيضاً ــ في كتاب الفتن عن ابن جرير في «تهذيب الآثار» عن مخنف بن سليم عن أبي أيوب ، وعن ابن عساكر ، عن أبي صادق ، عن أبي أيوب نحو ماسبق (٢) .
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي بهذا المضمون .
الخامس : الأخبار العامه الآمرة بقتل من خرج على إمام زمانه ، ونازعه ؛ كالذي رواه مسلم (٣) عن عبد الرحمن بن عبد ربه قال : دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص ... إلى أن قال : «فقال : اجتمعنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر كلاماً لرسول الله من جملته : ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه ، فَلْيُطِعْهُ إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر .
فدنوت منه فقلت له : أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
فأهوى إلى أُذنيه : نيه وقلبه بيديه ، وقال : سمعته أذناي ، ووعاه قلبي.
__________________
(١) كنز العمال ١١ / ٣٢٧ ح ٣١٦٤٩ ، وأنظر : مسند أبي يعلى ١ / ٣٩٧ : ح ٥١٨ و٥١٩ ، مسند البزار ٣ / ٢٦ ــ ٢٧ ح ٧٧٤.
(٢) كنز العمال ١١ / ٣٥٢ ح ٣١٧٢٠ و ٣١٧٢١ ، وأنظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٧٣.
(٣) في باب الأمر ببيعة الخلفاء الأول فالأول من كتاب الإمارة . منه قدسسره .