انطبقت على الأرض (١) .
وروى الطبري (٢) « أنّ عائشة انصرفت راجعة إلى مكة ، حتى إذا دخلتها أتاها عبد الله بن عامر الحضرمي ــ وكان أمير عثمان عليها ــ فقال : ماردك يا أم المؤمنين ؟
قالت : ردني أن عثمان قتل مظلوماً ... فاطلبوا بدم عثمان تعزوا الإسلام .
فكان أوّل من أجابها عبد الله بن عامر الحضرمي ، وذلك أوّل ما تكلمت بنو أُمية بالحجاز ورفعوا رؤوسهم ، وقام معهم سعيد بن العاص ، والوليد بن عقبة ، وسائر بني أمية .
وقد قدم عليهم عبد الله بن عامر من البصرة ، ويعلى بن أُميّة من اليمن ، وطلحة والزبير من المدينة ، واجتمع ملؤُهم بعد نظر طويل في أمرهم على البصرة .
ثم قال : «حتى استقام لهم الرأي على البصرة ، وقالوا : يا أُمّ المؤمنين ! دعي المدينة ، فإنّ من معنا لا يقرنون لتلك الغوغاء التي بها ، واشخصي معنا إلى البصرة ؛ فإنّا نأتي بلداً مضيّعاً ، وسيحتجون علينا ببيعة علي بن أبي طالب فتنهضينهم كما أنهضت أهل مكة» (٣) .
وروی نحوه ابن الأثير في كامله (٤) .
وروى الطبري (٥) عن الزهري : « أنّ الزبير وطلحة ظهرا بمكة بعد قتل
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٦ وفيه : لوددت أن هذه وقعت على هذه .
(٢) ص : ١٦٦ من الجزء المذكور . منه قدسسره .
(٣) تاريخ الطبري ٣ / ٧ و ٨ .
(٤) ص : ١٠٣ج منه قدسسره . ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠١.
(٥) ص : ١٦٨ . منه قدسسره . [٩ : ٣ حوادث سنة ٣٦ ].