قتل عثمان كانت عائشة بمكة ، وبلغ قتله إليها وهي بشراف (١) ، فلم تشك في أنّ طلحة هو صاحب الأمر .
وقالت : بعداً لنعثل وسحقاً ! إيه ذا الإصبع ! إيه أبا شبل ! إيه يا ابن عم ؛ لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له ، حنّوا الإبل ودعدعوها (٢) .
قال : وكان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال ، وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ، ثمّ فسد أمره فدفعها» (٣) .
ثم ذكر ابن أبي الحديد من نحو هذا كثيراً ، وأنها لما بلغها قتل عثمان قالت : أبعده الله ، حتى جاءها خبر البيعة لعلي ، قالت : لوددت أن السماء
__________________
(١) شراف : بفتح أوله ، وآخره فاء ، وثانيه مخفف ، قيل : هي ماء بنجد له ذكر كثير في آثارالصحابة كابن مسعود وغيره .
وقيل ، شراف بين واقصة والقرعاء على ثمانية أميال من الإحساء التي لبني وهب ومن شراف إلى واقصة ميلان.
انظر معجم البلدان ٣ / ٣٧٥ رقم ٧٠٤٣ ( شراف) .
ولقد ورد اسم الموضع في كثير من كتب السير والتاريخ بأنّه (سرف) وليس ( شراف) ، ولعلّ الأخير تصحيف.
انظر بهذا الخصوص : تاريخ الطبري ٣ / ١٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠٠ ، معجم البلدان ٣ / ٢٣٩ (سرف) ، البداية والنهاية ٣ / ١٣٦ و ج ٤ / ٢٩ وص ١٨٤ وص ١٨٧ وص٩٤٢ وج ٥ / ١٢٨ وج ٦ / ١٦٩ وج ٨ / ٤٧ ، وقيل في تاريخ الخميس ٢ / ٢٥١ : إن سرف موضع دفن فيه عبد الله بن عمر ، الجمل للشيخ المفيد سلسلة المفيد ١٢ / ١٦٢ و ٤٢٩ .
(٢) حثو الإبل ودعدعوها : الحث : الأعجال في اتصال ، وقيل : الاستعجال ، انظر لسان العرب ٣ / ٤٦ مادة (حثث).الدعدعة : الزجر ، انظر لسان العرب ٣٥٥ / ٤ ، تاج العروس ١١ / ١١٤ مادة (دعع) .
(٣) شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥.