الأوّل .
فقال لها ابن أُمّ كلاب :
فمنكِ البداة ومنكِ الغِيّر |
|
ومنكِ الرّياحُ ومنكِ المطر |
وأنتِ أمرت بقتل الإمام |
|
وقلت لنا : إنّه قد كفر |
فهبنا أطعناكِ في قتله |
|
وقاتله عندنا من أمر |
إلى أبيات أُخر .
قالا ــ واللفظ للطبري ــ :
«فانصرفت إلى مكة ، فنزلت على باب المسجد ، فقصدت للحجر ، فسترت واجتمع إليها الناس ، فقالت : أيها الناس ! إنّ عثمان قتل مظلوماً والله لأطلبن بدمه» (١) .
وروی نحوه ابن قتيبة في كتاب«السياسة والإمامة» (٢) .
وقال ابن أبي الحديد (٣) كل من صنف في السير والأخبار ، روى أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان ، حتّى إنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنته .
قالوا : أوّل من سمّى عثمان نعثلاً عائشة ، والنعثل : الكثير شعر اللحية والجسد ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلاً».
ثمّ نقل ابن أبي الحديد عن المدائني في كتاب «الجمل» قال : «لما
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ١٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠٠ حوادث سنة ٣٦
(٢) ص : ٤٨ ج ١ . منه قدسسره ، الإمامة والسياسة ١ / ٧١ و ٧٢.
(٣) ص : ٧٧ ج ٢ . منه قدسسره .