وقد ذكر ابن أبي الحديد في تتمة الكلام ما فيه نفع ، فراجع (١) .
وروى الطبري عن (٢) الزهري : أنّ الزبير وطلحة سألا أمير المؤمنين أن يؤمّرهما على الكوفة والبصرة ، فقال : تكونان عندي أتجمّل بكما (٣) .
وروى الطبري (٤) وابن الأثير في كامله (٥) : « أنّ عائشة خرجت من مكة تريد المدينة فانتهت إلى سرف (٦) ، فلقيها عبيد ابن أُمّ كلاب ، فقالت له : مهيم .
قال : قتل عثمان .
قالت : فصنعوا ماذا ؟
قال : اجتمعوا على عليّ .
فقالت : ليت هذه انطبقت على هذه ، إن تمّ الأمر لصاحبك رُدّوني . فانصرفت إلى مكة ، وهي تقول : قتل ــ والله ــ عثمان مظلوماً ، والله ، لأطلبن بدمه .
فقال لها : ولِمَ ؟ والله إنّ أوّل من أمال حرفه لأنتِ ، ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر .
قالت : إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقولي الأخير خيرٌ من قولي
__________________
(١) شرح النهج ١ / ٢٣٢ ــ ٢٣٥
(٢) ص : ١٥٣ من الجزء السابق . منه قدسسره .
(٣) تاريخ الطبري ٢ / ٦٩٧ حوادث سنة ٣٥ .
(٤) ص : ١٧٢ من الجزء المذكور . منه قدسسره .
(٥) ص : ١٠٢ : ١٠٢ ج ٣ . منه قدسسره .
(٦) سَرِف : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وآخره فاء ، هو موضع علي ستة أميال من الله ع ــ مكة ، وقيل سبعة وتسعة واثني عشرة . تزوج به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ميمونة بنت الحارث ، وهناك بنى بها وهناك توفيت .انظر : معجم البلدان ٣ / ٢٣٩ رقم ٦٣٧٨ (سرف)