المرأة ، وأحمائها ولم تدلّ على العداوة ولا تسمّى بها ، فما العداوة وما الذي يقع بين الأعداء ؟ !
وأما قوله : «إنّ الناس كانوا يطلبون بدم عثمان فتابعوها ...» إلى آخره .
ففيه : إنّ الأمر لو كان كذلك ، فلم لم ينصروه حين أطالوا عليه الحصار حتى قتلوه ؟ .
وأين هم عن قتلة عثمان قبل دعوة عائشة ، وبعضهم بين أظهرهم وهم الأقلون فيهم ، بل عائشة والزبير وطلحة من أظهر مطلوبهم وأكبر ثأرهم؟!
وأما قوله : «إن دعوى الإرث والرفع إلى الحاكم لا تحتاج إلى جرّ العساكر» .
ففيه : إن المصنف رحمهالله لم يُرِدْ أنهم ما ساعدوها على الحرب ، بل أراد أنّهم ما ساعدوها بشيء أصلاً حتى بالقول ، فما تبعها منهم أحد في ردّ أبي بكر ، مع وضوح حجتها ، ولا تظلم لها بشر ، مع أنّها بضعة نبيهم ، ولم يخلف فيهم غيرها ، وما ترفق بها إنسان ، فقال : يا أبا بكر ! .. هَبْ أنّ المال
تب للمسلمين ، فنحن نرعى حرمة نبينا ، ونحفظ غيبته بإعطاء ماخلفه ، وكان يملكه لها.
على أنه لو أراد المصنف رحمه لله عدم المساعدة بالحرب ، فهو في محله ، لأنّهم رأوا أبا بكر خالف حكم الكتاب العزيز ، وبدل الشريعة الأحمدية جهراً ، وانتزع ما تحت يدها قسراً ، وجعل نفسه حاكماً وهو الألد ، فآذاها وآذى الله ورسوله بإيذائها ، وبالضرورة : إن حكم من فعل ذلك هو العزل ولو بالحرب .