وأما ما ذكره من أن عائشة كانت من أعلم الناس بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقل إلا حقاً ، فدعوى بلا دليل ، وظاهر كلامها دليل الخلاف.
وأما قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «دعها » ، فلا شاهد به للخصم ، لجواز كونه من باب : ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) (١) مع أنها لو كانت عالمة لكانت أحق بالضرب ، لا أن يمنع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ضربها ، فإن العالم العامد أولى بالعقوبة ، ولا سيّما نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اللاتي جعل عذاب المذنبة منهنّ ضعفين .
فباجترائها على رسول الله ، وإظهارها الشك في أمره ، مع علمها بأنّه لا يقول إلا حقاً تكون من أسوأ العالمين المخالفين ، بل تدخل ظاهراً في زمرة غير المؤمنين.
***
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٩٩