فباطل ، للخلاف بينهم في أنّ الذي حرمه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو مارية أو شرب العسل ، وكثير من أخبارهم على الثاني .
وسيذكر المصنف في البحث الآتي حديثاً به عن الجمع بين الصحيحين ، وهو ما رواه البخاري في كتاب الطلاق (١) ، والنسائي ــ أيضاً ــ في كتاب الطلاق بتأويل الآية ، ومسلم في كتاب الرضاع (٢) عن عائشة ، قالت : « إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً ، فتواصیت أنا وحفصة أنّ أيّتنا دخل عليها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فلتقل : إني لأجد منك مغافیر (٣) » (٤)
الحديث الآتي في كلام المصنف رحمهالله ، ورواه البخاري في تفسير سورة التحريم ، وفي كتاب الأيمان والنذور في باب : إذا حرم طعامه (٥) .
وهو صريح في كذبهما ، والكذب كبيرة ، لا سيما على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى حرمتا عليه ما يحبّه.
وما أعجب من هاتين المرأتين ، كيف لم تتأدبا بآداب الله ورسوله ، مع طول الصحبة ، ولم يرعيا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حرمة حتى آذتاه وتظاهرتا عليه ، فاعتزل نساءه وطلق حفصة كما في مسند أحمد» (٦) ؟!
__________________
(١) في باب لِمَ تُحرّم ما أحل الله لك . منه قدسسره .
(٢) في باب وجوب الكفارة على من حرّم امرأته ولم ينو الطلاق . منه قدسسره .
(٣) ریح مغافیر : مغافیر : ريح كريهة منكرة ، وقيل : هو صمغ يسيل من شجر العرفط غير أن رائحته ليست بطيبة ، لسان العرب ١٠ / ٩٤ مادة «غفر»
(٤) صحيح البخاري ٧ / ٧٨ ح١٤ ، سنن النسائي ١٤ ، سنن النسائي ٦ / ١٥١ ، صحیح مسلم ٤ / ١٨٤ كتاب الطلاق.
(٥) صحيح البخاري ٦ / ٢٧٤ ح٤٠٥ ، وج ٨ / ٢٥٢ ــ ٢٥٣ ح٦٥.
(٦) ص : ٤٧٨ : ج ٣ . منه فدس سرة.