وهتك سترهما ببيان عصيانهما ؛ إذ قال : ( إِن تَتُوبَا ) (١) .
وببيان تظاهرهما على وجه أفصح به عن عظم كيدهما ، حيث قال : ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ ... ) (٢) الآية .
إذ لولا أنّ كيدهما ممّا تنشق الأرض منه ، وتخرّ الجبال هداً ، لما هدّدهما بهؤلاء الأنصار ، الذين لا يقوم لهم أحد .
وما اكتفى سبحانه بهذا الهتك لهما ، حتّى ضرب لأجلهما المثل بأمرأتي نوح ولوط ، فأبان أنهما من أهل النار ، فقال تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا .. ) إلى قوله عزّ من قائل : ( فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٣) .
وأما ما زعمه من عدم الخلاف بين المفسرين والمحدثين في أن التي أفشت سرّ رسول الله حفصة .
فممنوع ، لما في الدرّ المنثور في تفسير سورة التحريم عن ابن مردويه عن ابن عباس أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أسر إلى عائشة في أمر الخلافة بعده ، فحدثت به حفصة (٤) .
وهو غير بعيد ؛ إذ كما أخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا بأن الأمة تغدر به ويغصبه الثلاثة ، يمكن أن يخبر به عائشة.
وأما ما ادعاه من الإجماع على أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل بيت حفصة ...إلى آخره .
__________________
(١) سورة التحريم ٦٦ : ٤
(٢) سورة التحريم ٦٦ : ٤
(٣) سورة التحريم ٦٦ : ١٠
(٤) الدر المنثور ٨ / ٢١٩.