النساء وسيداتهنّ الأربع ؟
وقوله : « وليس لنا ولأمثالنا أن ندخل في الفرق بين أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
خطاً وتقشف بارد ؛ إذ لسن أفضل من الأنبياء والملائكة ، وقد وقع البحث في أنّ أيّهم أفضل ، ووقع البحث في أفضلية أي الخلفاء .
كما أن قوله : «وما لنا أن نتكلم في شأنهن بما يشبه طعناً أو قدحاً». خطأ آخر ، فإنّ هداية الناس أفضل الطاعات.
وأولى منه بالخطأ قوله : فإنّ هذا يرجع إلى عرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتعرّض لحرمه ، وهتك سترهن بعد السنين المتطاولة ... إلى آخره .
فإنّه لو تمّ كانوا هم المتعرّضين لذلك ، لروايتهم له في كتبهم المعتبرة عندهم ، مع أنه سبحانه قال : ( لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) (١)
وليس العمل غير الصالح من رسول الله ، ولا يلحق به ، قال تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (٢) .
وقد تعرّض الله سبحانه لامرأة نوح وامرأة لوط (٣) ، وضرب بهما المثل ، وهتك سترهما بعد السنين المتطاولة ، وأبقاه ثابتاً على ممر الأيام .
كما فعل ذلك بالتي نحن في الكلام بها ، وبيّن عدم أمانتها وصاحبتها بقوله سبحانه : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ ... ) الآية (٤) .
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ١٦٤ ، الاسراء ١٧ : ١٥ ، فاطر ٣٥ : ١٨ ، الزمر ٣٩ : ٧ .
(٢) سورة هود ١١ : ٤٦.
(٣) قوله تعالى : «ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط»سورة التحريم ١٠ : ٦٦.
(٤) سورة التحريم ٦٦ : ٣.