واحد ، وهو أن القول بإثبات المعاد البدني الذي هو أصل الدين وركنه ، إنّما يتم على مذهب الإمامية ، أما على مذهب أهل السنة فلا ؛ لأن الطريق إلى إثباته ليس إلا السمع (١) ، فإنّ العقل إنّما يدلّ على إمكانه ، لا على وقوعه .
وقد بيّنا أن العلم بصحة السمع وصدقه إنّما يتم على قواعد الإمامية القائلين بامتناع وقوع القبيح من الله تعالى (٢) ؛ لأنّه إذا جاز أن يخبرنا بالكذب ، أو يخبر بما لايريده ولا يقصده ، فحينئذ يمتنع الاستدلال بإخباره تعالى على إثبات المعاد البدني ، والشك في ذلك كفر فلا يمكنهم حينئذ الجزم بالإسلام ألبتة .
نعوذ بالله من هذه المقالات التي توجب الشك في الإسلام .
***
__________________
(١) انظر م : الرسالة الوافية ــ للداني ــ : ١٠٧ ، شرح المقاصد ٥ / ٥ ، شرح المواقف ٨ / ٢١٨.
(٢) راجع : مناهج اليقين : ٣٧ ــ ٣٩ .