أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ) (١)
وفيه ــ أيضاً ــ عن ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الله «الدلائل » ، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني أُميّة على المنابر ، فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه إنّما هي دنيا أعطوها ، فقرت عينه ، وهي قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ) ، يعني : بلاء (٢) .
ونقل الرازي وغيره عن ابن عباس أنّ الشجرة الملعونة بنو أُميّة (٣) وبهذه الروايات يعلم أن المراد ببني فلان في بعض الأخبار بنو أُمية .
ففي «الدرّ المنثور» عن ابن جرير عن سهل بن سعد قال : رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بنو فلان ينزون (٤) على منبره نزو القردة ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكاً حتى مات ، وأنزل الله : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ) (٥) .
فقد ظهر بما ذكرنا أن الشجرة الملعونة هي بنو أمية ؛ وهم معاوية وذووه ، ويدخل فيهم ــ أيضاً ــ : عثمان.
كما يشهد له ما في «الدرّ المنثور» ــ أيضاً ــ عن ابن مردويه ، عن
__________________
(١) الدرّ المنثور ٥ / ٣١٠.
(٢) الدر المنثور ٥ / ٣١٠ ، وانظر : دلائل النبوة ٦ / ٥٠٩ ، تاريخ دمشق ٥٧ / ٢٦٦ ــ ٢٦٧ ترجمة « مروان بن الحكم .
وانظر : كتاب النزاع والتخاصم للمقريزي : ٧٩ .
(٣) التفسير الكبير ــ للرازي ــ م ١٠ ج ٢٠ / ٢٣٩.
(٤) نزوت على الشيء أنزو نزواً إذا وثبت عليه .
أنظر لسان العرب ١٤ / ١١٤ مادة «نزو».
(٥) الدر المنثور ٥ / ٣٠٩ ، آنظر : تفسير الطبري ٨ / ١٠٣ ح ٢٢٤٣٣ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٨.