روى الجمهور أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية في خلافته بالشام ــ وهي يومئذ عجوز كبيرة ــ فلما رآها معاوية قال : مرحباً بك يا خاله !
قالت : كيف أنت يا ابن أخي ؟ لقد كفرت النعمة ، وأسأت لابن عمك الصحبة (١) ، وتسمّيت بغير اسمك ، وأخذت غير حقك ، بلا بلاء كان منك ولا من أبيك بعد أن كفرتم بما جاء به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأتعس الله منكم الجدود (٢) ، وأضرع منكم الخدود ، حتّى ردّ الله الحق إلى أهله ، هي العليا ، ونبيّنا هو المنصور على كلّ من ناواه ( ولو كره المشركون ) (٣) .
فكنا أهل البيت أعظم الناس في هذا الدين بلاء ، وعن أهله غناءً وقدراً ، حتى قبض الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم المغفوراً ذنبه ، مرفوعة منزلته ، شريفاً عند الله مرضيّاً .
فوثب علينا بعده تيم ، وعدي وبنو أمية ، فأنت منهم تُهدى بهداهم ، وتقصد بقصدهم ، فصرنا فيكم ــ بحمد الله ــ أهل البيت بمنزلة قوم موسى وآل فرعون ؛ يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم .
وصار سيدنا فيكم بعد نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة هارون من موسى حيث يقول :
( قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٤) ، فلم
__________________
(١) المقصود هنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام .
(٢) الجدود : جمع الجَد ، وهو الحظ والبخت
(٣) سورة التوبة ٩ : ٣٣ ، سورة الصف ٦١ : ٩
(٤) سورة الأعراف ٧ : ١٥٠.