الفسقة.
وأيضا مسلّم عنده أنّ خطاء المجتهد في الفروع لا ضرر فيه ، بل يكون مثابا البتّة أيضا ، فكيف يقول : ولينتظر العذاب ( الأليم؟! بعد إصابة الفتنة ، وأنّهما يجتمعان فيه ، لا يكفي أحدهما عذابا له ، وسائر الفسوق عليها عذاب واحد ) (١) ، مع أنّه تعالى قال ( أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٢) لا : وعذاب أليم.
وأيضا مسلّم عنده أنّ المجتهد يجب عليه استفراغ وسعه والعمل بما أدّى إليه اجتهاده ، ويجب على العامي أيضا تقليده ، فكيف يكون الشيء واجبا عليهم وموجبا لعذاب الدنيا والآخرة والفتنة والعذاب الأليم؟ سيّما وأن يكونوا بأجمعهم كذلك.
إلاّ أن يقول : إنّهم اتفقوا على عدم استفراغ الوسع وعدم السعي والإغماض عن طلب الحق ، مع أنّ الجاهل يلاحظ ويرى أنّهم كانوا يبحثون ويفحصون ويتتبّعون ويتأمّلون ويناظرون ويباحثون ويسعون ويجتهدون ، وهذا حال الجاهل ، فكيف يكون حال العالم بفعلهم وطريقتهم وتأليفاتهم واستدلالاتهم؟!.
وأيضا طريقته رحمهالله في كتبه مثل المسالك وغيره أنّه يطرح الأحاديث الصحيحة والمعتبرة بسبب مخالفتها لفتوى المشهور أو القاعدة المشهورة أو الإجماع المنقول بخبر الواحد (٣) ، وربما كان الناقل هو وحده ، بل ربما لا يوجد الفتوى بذلك من غيره ، وأين طرح الحديث بالمرّة من
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في « ج » و « د ».
(٢) النور : ٦٣.
(٣) انظر المسالك ١ : ٢٠٤ ، ٥٢٦ ، وروض الجنان : ١٣٣.