البيت أتمّ الصلاة وعليه إتمام الصلاة إذا رجع إلى منى حتى ينفر » (١).
وممّا ذكر ظهر ما في الحسن : « إنّ أهل مكّة إذا زاروا البيت ودخلوا منازلهم أتمّوا ، وإن لم يدخلوا منازلهم قصّروا » (٢). مع أنّا نقول : إنّ الكوفة كانت في غاية الوسعة وبيوتها متشتّتة كانوا قبائل من العرب وطوائف كثيرة.
وأمّا ما في الحسنة فيمكن أن يكون المراد من قوله عليهالسلام : « ودخلوا منازلهم » عطف تفسير لقوله : « زاروا » تنبيها له على علّة الإتمام ، فتأمّل. هذا.
مع أنّ الإتمام في مكّة ولو كان مسافرا أولى عند الشارح رحمهالله وغيره ممّن وافق المشهور في ما ذكر ، فتأمّل.
قوله (٣) : ولو قيل بالتخيير. ( ٤ : ٤٥٩ ).
هذا القول ممّا لم يقل به أحد ، والشارح رحمهالله ربما يطعن على من يقول بالجديد (٤) ، ومع ذلك خلاف المستفاد من جميع أخبار هذا الباب ، ومع ذلك لا وجه له ، لأنّه فرع التكافؤ في الأخبار وليس بمتحقّق كما عرفت ، فتأمّل.
قوله (٥) : ولو نوى الإقامة. ( ٤ : ٤٥٩ ).
قصد الإقامة هنا أعمّ من أن يكون له قصد ونية أم لا ، بل يحصل له اليقين والقطع بمقامه فيه بحيث لا يحتمل عنده خلافه أصلا سواء كان له قصد وإرادة بالمقام أم لا ، ويحصل أيضا بأن يكون له قصد وعزم وإرادة
__________________
(١) التهذيب ٥ : ٤٨٨ / ١٧٤٢ ، الوسائل ٨ : ٤٦٤ أبواب صلاة المسافر ب ٣ ح ٣.
(٢) الكافي ٤ : ٥١٨ / ١ ، الوسائل ٨ : ٤٦٤ أبواب صلاة المسافر ب ٣ ح ٧.
(٣) هذه التعليقة ليست في « ج » و « د » و « ب ».
(٤) انظر المدارك ٤ : ٤٥٢.
(٥) هذه التعليقة ليست في « ا ».