بوجوبها لم يكن محنه وفتنة أقلّ بلا تأمّل ، كيف؟ وصار شهيدا في غاية الغربة والكربة والمحنة! وهذا الذي ذكرناه وغيره ممّا في الرسالة ينادي بأعلى صوته إنّ الرسالة ليست من الشهيد ، ولو كانت منه لكان مريضا حين تأليفها وقيل : إنّه كتبها في الطفولية وصغر السن وحاشاه ثم حاشاه من هذه الشنائع والقبائح ، كيف؟ وهو في جميع تأليفاته المعلومة أنّها منه اختار عدم الوجوب العيني ، فكيف حكم بفسق نفسه أيضا في جميع تأليفاته إلى آخر عمره؟.
مع أنّ العدالة شرط في الاجتهاد لا شبهة ، ومسلّم هذا عنده بلا مرية ، فكيف ما حكم بأنّ جميع تأليفاته باطلة عاطلة ليست باجتهاد فقيه؟ بل كان اللازم عليه محو هذا الفسق من تأليفاته.
وأيضا لا شكّ عنده في أنّ العدالة شرط في قبول الرواية بل هو في غاية الإصرار والمبالغة والتشنيع على العلاّمة وغيره في قبول خبر غير العادل ، كما لا يخفى على من لاحظ تأليفاته ، سيّما ما كتبه على الخلاصة ، فعلى هذا كيف يتمسّك بالأحاديث مع فسق الشيخ رحمهالله وغيره من رواة الأخبار حتى زرارة وغيره من الأعاظم؟ إذ يظهر من الرسالة أنّ جميعهم كانوا فسّاقا يتركون الفريضة التي [ هي ] (١) أشدّ الفرائض وأوجبها بعد المعرفة إلى أن صار ذلك سبب الشبهة على الناس في توهّم اشتراط الإذن الخاصّ.
ويلزم عليه أن لا يتمسك بالإجماع أيضا ، لأنّه اتفاق الفقهاء لا اتفاق
__________________
(١) ما بين المعقوفين أضفناه لاستقامة العبارة.