منها ، مثل أنّهم عليهالسلام يمنعون عن البيع وقت النداء ، ويوجبون الحضور على البعيدين ، وغير ذلك ممّا هو في كتب الأحاديث والتواريخ مذكور ، بحيث لا يختلجه ريب.
مع أنّهم كانوا يقرؤون القرآن ويفهمونه أحسن منّا كيف ما قرؤوا سورة الجمعة ، أهم ما كانوا يفهمون العربية ، مع أنّهم يستدلون ، وليسوا بأقصر منكم؟! ومع أنّه لم يتأمّل أحد من المحرّمين والمخيّرين أنّ وجوب الجمعة بحسب الأصل كان عينيا ، وأنّه عند حضور الإمام أو نائبه الخاص وبسط يدهما تكون الجمعة واجبة على كلّ كافر فضلا عن المسلم وجوبا عينيا من يوم نزول الآية إلى يوم القيامة ، وادعوا الإجماع ، فمع ذلك كيف يحتاج الرواة إلى إظهار وجوب الجمعة مع كونه من أجلى البديهيات ، وما احتاجوا إلى معرفة جميع تلك النظريات ، وسيّما الخفيات منها ، وكان معرفتها أجلى من معرفة نفس قصر الجمعة؟! هذا فاسد قطعا.
على أنّ الرواة عنهم أيضا كانوا يعرفون كما كانوا يعرفون أم لا؟ وعلى الثاني كيف ما عرّفوهم؟ لأنّهم مشاركون معهم في التكليف ، والتكليف فرع المعرفة ، ولو كانوا عرّفوهم وكانوا هؤلاء أيضا يعرفون فننقل الكلام إلى (١) الراوي ، وهكذا إى زمان الفقهاء فإن كانوا يعرفون أو يعترفون على وفق ما قاله الفقهاء فهذه الروايات حجّة عليك لا لك. وإن كانوا يعرفون ويعترفون على من توافق إليه فكيف اتفق فقهاؤنا المتقدّمون والمتأخّرون حتى الشهيد الثاني على خلافه ، ونقلوا الإجماعات المتواترة مع عدالتهم وورعهم؟! وأعجب من هذا أنّك [ تفهم ] (٢) خلاف الفقهاء ،
__________________
(١) في النسخ : عن ، والأنسب ما أثبتناه.
(٢) في النسخ : معهم ، والظاهر ما أثبتناه.