الظهور أنّه كثر شكّه ـ : وروى سهل بن اليسع في ذلك أنّه يبني على اليقين ويسجد سجدتي السهو ، وروي أنّه يصلّي ركعة من قيام وركعتين وهو جالس ، ثم قال : وهذه الأخبار ليست بمختلفة ، وصاحب السهو بالخيار بأيّهما أخذ فهو مصيب ، ثم روى رواية إسحاق المذكورة (١).
ففي كلامه تشويش لا يدرى ، فيحتمل أن يكون مراده حال كثير السهو أنّه إن لم يبن على شيء فهو صحيح ، وكذا إن بنى على الأقلّ ويسجد سجدتي السهو ، أو يصلّي ركعة من قيام وركعتين من جلوس ، وهذا هو الظاهر من عبارته ، فإنّ غير كثير الشكّ لا يمكنه عدم تدارك شيء والاكتفاء بما فعله أوّلا ، وهو إجماعي بل هو ضروري ، وربما يومئ إليه قوله : وهذه الأخبار. والله يعلم.
قوله : هو غير بعيد. ( ٤ : ٢٥٧ ).
لا يخلو عن الإشكال ، لأنّ إحراز الثنتين الذي هو شرط للصحّة على ما يظهر من الأخبار لا يعلم تحقّقه ولا يظنّ ، بل ربما يكون المظنون خلافه ، لوجوب رفع الرأس وكونه من تتمّة الركوع ، فتأمّل جدّا.
والشارح لم يتوجّه إلى ما ذكره المصنف من التخيير بين الركعة من قيام والركعتين من جلوس ، مع أنّ الظاهر من قوله : « أتمّ ما ظننت أنّك نقصت » (٢) هو الركعة من قيام ، إلاّ أن يقال : ما ورد في الشكّ بين الثلاث والأربع يكشف عن كون المراد أعمّ من الركعة من قيام أو الركعتين جلوسا ، فتأمّل ، وسيجيء الكلام فيه في الصورة الرابعة (٣).
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٣٠ ، ٢٣١.
(٢) الفقيه ١ : ٢٢٥ / ٩٩٢ ، الوسائل ٨ : ٢١٢ أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٨ ح ١.
(٣) يأتي في ص : ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، المدارك ٤ : ٢٦١ ، ٢٦٢.