وعلى تقدير الصحة أيضا لا تقاوم ما ورد في مدح الفقهاء وتعظيمهم.
سيّما وقد رجّح في هذه الرواية الأسنّية أيضا على الفقاهة والعلم بالسنّة ، ولم يعتبر فيها الأصلحية والأزهدية والأورعية ممّا هو سبب لقبول العمل وإجابة الدعاء والتقرّب إليه وقبول الشفاعة. مع أنّه ورد في غير هذه الرواية الأمر بتقديم الخيار الأفاضل معلّلا بأنّ إمام القوم وافدهم (١). بل ورد في الصحيح عن زرارة أنّه سأل الباقر عليهالسلام عن الصلاة خلف العبد فقال : « لا بأس إذا كان فقيها ولم يكن هناك أفقه منه » (٢) وهذا صريح في تقديم الأفقه. ومثل صحيحة زرارة موثقة سماعة (٣) ، فرواية أبي عبيدة ربما كانت واردة مورد التقيّة ، فتأمّل ، أو أنها كانت مختصّة بزمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لمصلحة كانت فيه ، ومرّ عبارة الأمالي ، فلاحظ وتأمّل.
قوله : ورواه المرتضى. ( ٤ : ٣٦١ ).
ورواه الصدوق في كتاب العلل (٤).
قوله : أحسنهم صورة. ( ٤ : ٣٦١ ).
لأنّ حسن الصورة تدل على حسن السيرة وجودة الأخلاق بحسب ما يظهر من علم القيافة والتجربة ، والتخلّف نادرا إنما هو بحسب العارض ومن جهته. ولا ينافي ذلك سوء الاعتقاد فإنّ ذلك من المرجّحات ولا مانع من أن يجتمع مع الكفر وغيره ، كما هو الحال في غيره من المرجّحات
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٤٧ / ١٠٠ ، الوسائل ٨ : ٣٤٧ أبواب صلاة الجماعة ب ٢٦ ح ٢.
(٢) الكافي ٣ : ٣٧٥ / ٤ ، الوسائل ٨ : ٣٢٥ أبواب صلاة الجماعة ب ١٦ ح ١.
(٣) التهذيب ٣ : ٢٩ / ١٠١ ، الاستبصار ١ : ٤٢٣ / ١٦٣٠ ، الوسائل ٨ : ٣٢٦ أبواب صلاة الجماعة ب ١٦ ح ٣.
(٤) علل الشرائع : ٣٢٦ / ٢ ، الوسائل ٨ : ٣٥١ أبواب صلاة الجماعة ب ٢٨ ح ٢.