«إنّ اللّه عزوجل كيّف الكيف فهو بلا كيف ، وأيّن الأين فهو بلا أين ، وكان إعتماده على قدرته.
فقالوا : نشهد أنّك عالم» (١).
٤ ـ حديث أحمد بن محسن الميثمي ، قال : كنت عند أبي منصور المتطبّب ، فقال : أخبرني رجل من أصحابي قال : كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبداللّه بن المقفّع في المسجد الحرام ، فقال ابن المقفّع : ترون هذا الخلق؟ ـ وأومأ بيده إلى موضع الطواف ـ ما منهم أحدٌ أوجب له اسم الإنسانية إلاّ ذلك الشيخ الجالس ـ يعني جعفر بن محمّد عليهماالسلام ـ فأمّا الباقون فرعاع وبهائم.
فقال له ابن أبي العوجاء : كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟
قال : لأنّي رأيت عنده ما لم أر عندهم.
فقال ابن أبي العوجاء : ما بدّ من اختبار ما قلت فيه منه.
فقال له ابن المقفّع : لا تفعل ، فإنّي أخاف أن يفسد عليك ما في يدك.
فقال : ليس ذا رأيك ، ولكنّك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إيّاه المحلّ الذي وصفت.
فقال ابن المقفّع : أمّا إذا توهّمت عليّ هذا فقم إليه ، وتحفّظ ما استطعت من الزلل ، ولا تثن عنانك إلى استرسال يسلمك إلى عقال (٢) ، وسمه مالك أو عليك (٣) قال : فقام ابن أبي العوجاء ، وبقيت أنا وابن المقفّع ، فرجع إلينا ، فقال :
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص١٢٥ الباب٩ ح٣).
(٢) أي لا ترخ عنانك إلى قبول ما يلقى عليك حتّى يعقلك في مقام الجدال بما قبلت منه.
(٣) أي اعلم كلامك وميّز ما فيه نفعك أو ضررك حقّ التمييز حتّى تتكلّم بما فيه نفعك وتسكت عمّا فيه ضررك حتّى لا يخصمك.