قال : فلمّا جاء لم أصبر حتّى قلت : يانبي اللّه جعلني اللّه فداك! مَن تكلّمه في جانب الحرّة؟ فإنّي ما سمعت أحدا يردّ عليك من الجواب شيئا.
قال : ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرّة ، فقال : بشّر اُمّتك أنّه من مات لا يشرك باللّه عزوجل دخل الجنّة.
قال : قلت : ياجبرئيل وإن زنى وإن سرق؟
قال : نعم وإن شرب الخمر (١).
٣ ـ أبو الصلت الهروي قال : كنت مع الرضا عليهالسلام لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، وقد خرج علماء نيسابور في إستقباله ، فلمّا صار إلى المربعة تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا : يابن رسول اللّه! حدّثنا بحقّ آبائك الطاهرين حديثا عن آبائك (صلوات اللّه عليهم أجمعين).
فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خزّ فقال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد بن علي ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال : أخبرني جبرئيل الروح الأمين ، عن اللّه (تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه) قال : إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه مخلصا بها أنّه قد دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي.
قالوا : يابن رسول اللّه وما إخلاص الشهادة للّه؟
قال : طاعة اللّه ورسوله وولاية أهل بيته عليهمالسلام (٢).
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص٢٥ باب ثواب الموحّدين ح٢٤).
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص١٤ الباب١ ح٣٩).