«لئلاّ يكون للناس على اللّه حجّة من بعد الرسل ، ولئلاّ يقولوا : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولتكون حجّة اللّه عليهم ، ألا تسمع اللّه عزوجل يقول حكاية عن خزنة جهنّم وإحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللّه مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ) (١)» (٢).
٨ ـ ما في علل الفضل ، عن الإمام الرضا عليهالسلام :
«فإن قال : فلِمَ وجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم والإذعان لهم بالطاعة؟
قيل : لأنّه لمّا لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملوا لمصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهرا لم يكن بدّ من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدّي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم [يوقفهم] على ما يكون به إحراز منافعهم ودفع مضارّهم ، إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه منافعهم ومضارّهم ، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجيء الرسول منفعة ولا سدّ حاجة ، ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح ، وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كلّ شيء» (٣).
__________________
(١) سورة الملك : (الآيتان ٨ و ٩).
(٢) بحار الأنوار : (ج١١ ص٣٩ ب١ ح٣٧).
(٣) بحار الأنوار : (ج١١ ص٤٠ ب١ ح٤٠).