معرفته كتنصيص النبي موسى ، والنبي عيسى عليهماالسلام ، على نبوّة نبيّ الإسلام وصفاته العظام صلوات اللّه عليه وآله الكرام.
فحيث يلزم تصديق النبي السابق في نبوّته ، يلزم أيضا تصديقه في بشارته ومقالته ، فتثبت به نبوّة النبي اللاحق بالضرورة والبداهة.
٣ ـ ملاحظة نفس الرسالة التي جاء بها الرسول ، ومطالعة مفاد الأحكام التي جاء بها النبي ، ودراسة حيثيّة المواعظ والإرشادات والمعالم التي أتى بها صاحب الرسالة.
حيث إنّ حقيقة رسالته المعقولة ، وأحكامه المقبولة ، ومواعظه النافعة ، وإرشاداته البارعة ، وحثّه على المعالم الحسنة ، ونهيه عن الاُمور القبيحة ، وصدقه في أقواله ، وعمله بمقاله ، ومطابقة إنبائاته مع الحقيقة ، وملائمة كلماته مع العلوم الحقّة ، تكشف عن صدقه في دعوته ، ومحقّيته في رسالته ، فإنّه تُعرف نزاهة المُحقّ بحقّه ، وينكشف زيف المُبطل بباطله.
وهذا طريق يحكم به الوجدان ويوجب القطع والإيقان ، ويستفاد من الدليل العيان ، وهو حديث أمير المؤمنين عليهالسلام :
«اِعرفوا اللّه باللّه ، والرسول بالرسالة ، واُولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان» (١).
فهذه طرق ثلاثة لمعرفة النبوّة أساسا ، وغير خفي أنّ جميع هذه البراهين القطعيّة والقرائن اليقينيّة موجودة في نبوّة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بالإضافة إلى حيويّة معجزته القرآنية وبقائها إلى زماننا وإلى يوم القيامة.
لذلك يكون القرآن الكريم دليلاً إعجازيا قطعيّا لإثبات رسالة خاتم
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٢٧٠ ب١٠ ح٧).