الأنبياء لجميع البشر ، وفي جميع الأزمنة ، ومثبتا لعلمه وعصمته وخاتميّته ومحاسن صفاته.
كما وأنّه يُمضي القرآن الكريم نبوّة الأنبياء السلف ، ويصدّق رسالة اُولي العزم من الرسل فهو دليل كامل للنبوّة والأنبياء ، ودستور شامل لوحي السماء.
وسنبيّن إن شاء اللّه وجوه إعجازه في بحث النبوّة الخاصّة ونشير إلى خصوصياته الفائقة في ذلك المبحث.
وأوضح الطرق الثلاثة المتقدّمة في معرفة النبوّة لجميع الطبقات من الناس هو الطريق الأوّل ، يعني جهة الإعجاز ، تلك الجهة التي تثبت نبوّة صاحبها ، وتكون مناسبةً لأزمنتها ، أي بالنسبة إلى زمان كلّ معجزة ، كما تلاحظه في حديث ابن السكيت عن الإمام الرضا عليهالسلام (١) جاء فيه :
«إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا بعث موسى عليهالسلام كان الأغلب على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عند اللّه بما لم يكن في وُسع القوم مثله ، وبما أبطل به سحرهم ، وأثبت به الحجّة عليهم ..
وإنّ اللّه تبارك وتعالى بعث عيسى في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطبّ ، فأتاهم من عند اللّه عزوجل بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن اللّه وأثبت به الحجّة عليهم.
وإنّ اللّه تبارك وتعالى بعث محمّدا في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام ... فأتاهم من كتاب اللّه عزوجل ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم ، وأثبت الحجّة عليهم ...».
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج١١ ص٧٠ ب٣ ح١).