طاهرا من الدم ، نقيّا من القذارات ، ساقطا على رجليه ، ساجدا إلى الكعبة ، ثمّ رفع رأسه الشريف إلى السماء شاهدا بتوحيد اللّه ، ونبوّة نفسه ، فأضاء بنوره المشرق والمغرب.
فنوديت اُمّه المعظّمة سيّدتنا آمنة بنت وهب : «وَلَدتِ خير الناس فسمّيه محمّدا» صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومُنعت الشياطين ليلة ولادته من الصعود إلى السماء.
وبطل عمل الكهانة وسحر السحرة.
وانكبّ كلّ صنم في العالم على وجهه.
وانفطر سقف ايوان كسرى مع نهاية إستحكامه ، وأثره باقٍ إلى اليوم.
وجفّ بحر ساوه الذي كان يُعبد فانقلب ملحا.
وخمدت نيران فارس التي لم تنطفئ منذ ألف سنة.
ونُكس سرير كلّ سلطان ، وخرسوا ولم يقدروا على الكلام في ذلك اليوم.
وظهر نور ساطع من طرف الحجاز وانتشر في العالم.
وجرى الماء في نهر سماوة وكان يابسا منذ أعوام كثيرة فكان بركةً للناس.
ومن ذلك ما كان في بدنه المبارك من المعجزات الباهرات والآيات الكريمات : فقد كان جبينه الشريف يضيء كالقمر المنير.
وكان يرفع يديه في بعض الأحيان فتضيء أصابعه كالشموع.
وكان عَرَقه الشريف أطيب عطر وله أزكى رائحة.
وكان إذا قام في إشراق الشمس أو القمر لم يظهر له ظلّ.
وكان إذا مشى مع أحد لم يظهر لأحد عليه علوّ قامة.
وكانت الطيور لا تعلوه ولا تطير على رأسه.