وكان لا يقع على بدنه الشريف بَقّ ولا ذباب.
وكان حين النوم غير معطّل الحواسّ ، بل نومه ويقظته سواء.
وكان خاتم النبوّة منقوشا على كتفه الشريفة ، له ضوء ونور ، كلّما أبداه علا نوره.
وكان في لحيته الشريفة سبعة عشرة شعرة بيضاء تلمع كالشمس.
وكان له مع حسن أخلاقه وبشاشته وتواضعه ومحبوبيته ، مهابة عظيمة في القلوب ، وأثرخاصّ في النفوس بحيث لم يقدر أحد من إمعان النظر في وجهه المنير.
ومن ذلك ما أجرى اللّه من المعجزات على يديه ، كرّات ومرّات في حياته فشقّ اللّه له القمر حينما سألته قريش آية.
وسُخّر له الشمس في التوقّف عن الغروب مرّةً ، والطلوع بعد الغروب مرّة اُخرى.
وأطعم النَفَر الكثير من طعام قليل في منزل جابر ، ودار أبي طلحة.
ونَبَع الماء من بين أصابعه فشرب أهل العسكر كلّهم وهم عطاشى.
وتوضّأ من قدح صغير ضاق أن يبسط فيه يده ، ثمّ أهرق في عين تبوك ولم يكن فيها ماء فجرت بماء كثير شرب منه الجيش وهم اُلوف.
وأهرق ماء وضوئه مرّة اُخرى في بئر الحديبية فجاشت بالماء وشرب منها ألف وخمس مئة.
وكان في إجتماعه مرّةً كومة (١) تمرّ فأمر أن يزوّدوا منها أربع مئة راكب فزوّدوهم وبقي بحسبه لم ينقص منه شيء.
ورمى جمعا من الأعداء يوم بدر بقبضة تراب فعميت عيونهم.
__________________
(١) الكومة بضمّ الكاف هي القطعة والمجموعة من الشيء.