ثمّ إنّه يجب الإيمان أيضا بأنّ دينه ناسخ لجميع الأديان ، وأنّه مبعوث إلى العرب والعجم ، والإنس والجنّ ، وكذا أوصياؤه المعصومون حجج اللّه على الخلق أجمعين (١).
فهو صلوات اللّه عليه وآله أفضل من جميع النبيّين ، ودينه ناسخ لكلّ دين ..
والنسخ لغةً هو النقل ، ورفع حكم شرعي بحكم آخر شرعي أيضا متراخٍ عنه على وجه لولا الثاني لبقي الأوّل .. ويكشف الناسخ أنّ الحكم المنسوخ كان موقتا بوقته الخاصّ.
وقد بيّنت السنّة الشريفة أنّ الشرائع السابقة كانت إلى زمن نبيّنا الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ شريعة محمّد لا تنسخ إلى يوم القيامة ، كما تلاحظ ذلك في الحديث التالي :
ما رواه علي بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال :
«إنّما سمّي اُولو العزم اُولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ كان بعد نوح عليهالسلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل ، وكلّ نبي كان في أيّام إبراهيم وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسى ، وكلّ نبيّ كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيّام عيسى ، وكلّ نبي كان في أيّام عيسى وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعا لكتابه إلى زمن نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص١٣٣).