اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» (١).
وقد اتّفقت الاُمّة ولم تختلف منها الكلمة في نزول هذه الآية المباركة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرواحنا فداه.
وهذه الآية الشريفة صريحة في إختصاص الإمامة الكبرى والولاية العظمى به صلوات اللّه عليه.
بيان ذلك : أنّ الولي وإن اُطلق في اللغة على المحبّ والناصر والصديق وغيرها أيضا من المعاني إلاّ أنّ المعنى الشائع المنصرف إليه هو المعنى اللغوي والعرفي المعهود فيه ، وهو مالك الأمر ، والأولى بالتصرّف ، والأحقّ بالشيء ، والذي يلي تدبير الأمر ، ومنه قولهم : وليّ اليتيم ، أي الذي يلي أمره ويقوم بكفايته ، ووليّ المرأة : أي الذي يلي عقد النكاح عليها ، وولي الدم : أي الذي له حقّ المطالبة بالقصاص ..
وحقيقة الولاية هو معنى تولّي الأمر كما في المفردات (٢).
والمولى حقيقة في الاُولى كما في العمدة (٣).
وقال أبو عبيدة معمّر بن المثنّى في كتاب المجاز : «أنّ معنى مولاكم : أولى بكم» كما حكاه في التلخيص (٤).
وقال المبرّد في كتاب العبارة : «أصل الوليّ : الذي هو أولى أي أحقّ ، ومثله
__________________
(١) سورة المائدة : (الآية ٥٥).
(٢) المفردات للراغب : (٥٣٣).
(٣) العمدة لابن بطريق : (ص٥٥).
(٤) تلخيص الشافي : (ج٢ ص١٧٧).