كلام العرب».
ثمّ قال ما نصّه : «وروى ابن سلام ، عن يونس قال : المولى له مواضع في كلام العرب منها : المولى في الدين وهو الوليّ ، وذلك قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّه مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ) أي لا وليّ لهم ، ومنه قول سيّدنا رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» أي من كنت وليّه» (١).
وقال الصاحب بن عبّاد في المحيط : «المولى : الوليّ ، واللّه تعالى مولاه أي وليّه» (٢).
ولا يصحّ في الآية المباركة بالنسبة إلى ولاية الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، بل لا يجوز شيء من المعاني سوى الولاية بمعنى مالكية الأمر ، كما أفاده في المجمع (٣) ، وكما يظهر لك بالتدبّر فيه وسيأتي مزيد تحقيقه.
وإذا تبيّن أنّ المعنى الحقيقي المتعيّن المنصرف إليه المعهود هنا هي الأحقّية والأولوية وولاية الأمر .. قلنا إنّ الآية الشريفة ، حصرت هذه الولاية الحقّة بالذوات المقدّسة الثلاثة : اللّه ورسوله والمتصدّق في ركوعه ، بكلمة (إنّما) المفيدة للحصر باتّفاق أهل العربية.
وفي مجمع البيان : لفظة إنّما مخصّصة لما أثبت بعدها ، نافية لما لم يثبت ، يقول القائل لغيره : إنّما لك عندي درهم ، فيكون مثل أن يقول : إنّه ليس لك عندي إلاّ درهم ، وقالوا : إنّما السخاء حاتم ، يريدون نفي السخاء عن غيره والتقدير :
__________________
(١) لسان العرب : (ج١٥ ص٤٠٨).
(٢) المحيط في اللغة : (ج١٠ ص٣٨٠).
(٣) مجمع البحرين : (ص٩٧ مادّة ـ ولا ـ).