إنّما السخاء ، سخاءُ حاتم (١).
فتنحصر الولاية بمن ذكر في الآية وتنتفي عمّا عداهم ، وتتعيّن في اللّه ورسوله والمزكّي في ركوعه.
ونفس ذكر ولاية الثلاثة في آية واحدة في سياق متّصل قرينة ظاهرة على سنخيّة ولاية المزكّي في ركوعه مع ولاية اللّه ورسوله ، وهي ولاية الأمر والأولى بالنفس.
بل إنّ نفس حصر الولاية فيمن ذكر في الآية والإخبار عنها بخبر واحد قرينة قطعيّة على تعيّن معنى الولاية بما يرجع إلى أولوية الأمر والإمامة والتدبير.
وذلك لأنّ ما تحتمله لفظة (ولي) من المعاني الاُخرى كالمحبّ والصديق وغيرهما ممّا تقدّم إمّا لا تناسب المورد ، وإمّا لا تنحصر باللّه ورسوله والذين يقيمون الصلاة ويعطون الزكاة وهم راكعون فلا يكون وجه لحصرها.
حيث إنّ المؤمنين كلّهم مشتركون في هذه المعاني الاُخرى ، وقد عبّر الكتاب بذلك في قوله عزّ إسمه : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (٢).
وإذا بطل الحمل على تلك المعاني تعيّن الحمل على المعنى الظاهر المسانخ المنصرف وهي الأولوية والأحقّية وولاية الأمر.
وإذا عرفت تعيّن الآية الشريفة بولاية الأمر ثمّ حصرها فيمن خصّهم اللّه بالذكر ..
قلنا : إنّ الاُمّة على إختلافها مجتمعة ، وأخبار الخاصّة والعامّة على كثرتها
__________________
(١) مجمع البيان : (ج٣ ص٢٠٩).
(٢) سورة التوبة : (الآية ٧١).