الدعوة الإلهيّة والعزيمة الربّانية ، حديث إكمال الدين وإتمام النعمة ، حديث الغدير الأغرّ ، الذي نزل به الكتاب المبين ، وتواترت فيه أحاديث النبي الأمين .. بأنّه ألقى وأجاد رسول اللّه بخطبته المباركة ، وناشد فيه القوم قائلاً :
«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، ثمّ أخذ بيد علي عليهالسلام ورفعه وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ..».
وقد إعترف المؤالف والمخالف حتّى الخوارج والنواصب بصحّته وتواتره والتسالم عليه.
ففي نزل الأبرار للبدخشي ما نصّه : «هذا حديث صحيح مشهور لم يتكلّم في صحّته إلاّ متعصّب جاحد ولا إعتبار بقوله» (١).
وفي روح المعاني للآلوسي حكى عن الذهبي أنّه قال : «(من كنت مولاه) متواتر يُتيقّن أنّ رسول اللّه قاله» (٢).
وفي سرّ العالمين المنسوب إلى الغزالي : «أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خمّ باتّفاق الجميع وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه» (٣).
وفي المناقب للشافعي : «وهذا الخبر قد تجاوز حدّ التواتر ، فلا يوجد خبر قطّ نقل من طرق كهذه الطرق» (٤).
__________________
(١) نزل الأبرار : (ص٢١).
(٢) تفسير روح المعاني : (ج٢ ص٣٥٠).
(٣) سرّ العالمين : (ص٩).
(٤) المناقب لعبداللّه الشافعي : (ص١٠٨).