وقد جاءت نصوص الحديث من طريق الخاصّة في ثلاثة وأربعين حديثا ومن طريق العامّة في تسعة وثمانين حديثا تلاحظها بأسنادها ومتونها في غاية المرام وغيرها (١).
وللنموذج نذكر من طرق الخاصّة ، حديث علي بن إبراهيم قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبداللّه عليهالسلام قال :
«لمّا أمر اللّه نبيّه أن ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله : (يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٢) في علي بغدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على وجوههم ، فقال لهم إبليس : ما لكم؟! قالوا : إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيء إلى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كلاّ! إنّ الذين حوله قد وعدوني فيه عِدة لن يخلفوني ، فأنزل اللّه على رسوله (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) (٣) الآية» (٤).
ومن طرق العامّة حديث أحمد بن حنبل بإسناده قال : كنّا مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في سفره فنزلنا بغدير خمّ ونودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله تحت شجرة ، فصلّى الظهر وأخذ بيد علي عليهالسلام فقال :
«ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى.
__________________
(١) غاية المرام : (ص٧٩ ـ ١٠٣ ب١٦ و ١٧) ، وإحقاق الحقّ : (ج٢ ص٤٢٦ ، وج٣ ص٣٢٢ ، وج٦ ص٢٢٥ ، وج١٦ ص٥٥٩ ، وج٢١ ص١).
(٢) سورة المائدة : (الآية ٦٧).
(٣) سورة سبأ : (الآية ٢٠).
(٤) غاية المرام : (ص٩١ ب١٧ ح٨).