روموها ، فراموها بأجمعهم وهم مئة رجل فلم يستطيعوا أن يزيلوها عن موضعها ..
فدنا هو عليهالسلام ودعا اللّه تعالى ثمّ إجتذبها ورماها أربعين ذراعا فظهر لهم ماء بالوصف الذي وصفه ، فشربوا وسقوا ، ثمّ ردّ الصخرة وأمر بحثِّ التراب عليها ، وكانت (عين راحوما) من عيون الجنّة كما فصّل حديثه في ثاقب المناقب.
ومنها إخباراته عن الغيب في مواضع كثيرة كإخباره حبيب بن جمّاز بحمله رأس الإمام الحسين عليهالسلام ودخوله إلى مسجد الكوفة من باب الفيل.
وكذا إخباره بحديث رشيد الهجري ، وكيفية شهادة ميثم التمّار ، وواقعة كربلاء ، وموضع القتال ، ومصارع الرجال ، فكان كما أخبر.
ومنها أنّه هتف به يوما هاتف غيبي : ياأمير المؤمنين! خذ ما عن يمينك ، فإذا منديل فيه قميص ملفوف ، فأخذ عليهالسلام القميص ولبسه ، فسقطت من جيبه رقعة مكتوب فيها : بسم اللّه الرحمن الرحيم هديّة من اللّه العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب ، هذا قميص هارون بن عمران (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْما آخَرِينَ) (١).
وأصاب البقيع بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم رجفة تعدّت إلى حيطان المدينة وعزم أهل المدينة على الخروج منها ، فتوسّط عليهالسلام البقيع ، وضَرَبَ برجله الأرض فسكنت.
وقال له بعض أصحابه في مسجد الكوفة : بأبي أنت واُمّي! إنّي لأتعجّب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم ، فقال عليهالسلام : أترى أنّا نريد الدنيا ولا نُعطاها؟ ثمّ قبض قبضة من الحصى فقال : ما هذا؟ قال صاحبه : هذا من أجود الجواهر. فقال عليهالسلام : لو أردنا هذا لكان ، لكنّا لم نُرد ، ثمّ رمى الحصى فعاد
__________________
(١) سورة الدخان : (الآية ٢٨).