أئمّة الهدى عليهمالسلام ، بنحو قطعي ، معترف به عند صديقهم وعدوّهم ، لم ينكر ذلك فيهم ألدّ أعدائهم بشكل صار من الاُمور الواضحة التي لا تحتاج إلى إقامة الأدلّة.
ثمّ أنّه قد ذكر في حقّ اليقين (١) انّ مجموع ما يشترط في الإمام اُمور هي :
أوّلاً : العصمة .. لأنّ الإمام حافظ للشرع فحاله حال النبي ويلزم عصمته.
ثانياً : الأفضلية من جميع الاُمّة في جميع الجهات خصوصا العلم حتّى لا يلزم تقديم المفضول على الفاضل المحكوم بالقبح العقلي.
ثالثاً : أن يكون منصوصا على إمامته لما عرفت من كون تعيين الإمام بيد اللّه تعالى.
رابعاً : أن يكون هاشميا لما ثبت من كون الأئمّة منهم.
خامساً : العلم بجميع ما تحتاج إليه الاُمّة من اُمور الدين والدنيا لأنّ الغرض من وجود الإمام لا يحصل بدون وجود ذلك.
سادساً : كونه أشجع الاُمّة لدفع الفتن وإستئصال أهل الباطل ، ونصرة الحقّ ، ولأنّ جبن الرئيس يستلزم ضررا جسيما ووهنا عظيما للرعيّة.
سابعاً : أن يكون مبرّءا من جميع العيوب الخَلقِيَّة الموجبة للنفرة ، كالعمى والجذام والبرص ، ومن جميع العيوب الخُلُقية كالبُخل والحرص وسوء الخُلُق ، ومن دناءة النسب والتولّد من الزنا .. وذلك لمنافاتها مع اللطف ، بل منافاة بعضها مع العصمة.
ثامناً : أن يكون أزهد الناس وأورعهم وأطوعهم للّه تعالى وأقربهم منه ، وأفضلهم في صفات الكمال لئلاّ يلزم من تقديمه تقديم المفضول القبيح عقلاً.
تاسعاً : أن يكون صاحب المعاجز التي يعجز عنها البريّة وتكون آية للمنزلة
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص١٤٠).