إمّا أن يكون معصوما فيثبت المطلوب ، أو لا يكون معصوما فيتسلسل إلى ما لا نهاية وهو باطل عقلاً.
٤ ـ أنّ من أغراض النبوّة والإمامة ومن فوائد النبي والإمام إقامة العدل ومنع الظلم ، وإحقاق الحقّ وإبطال الباطل ، وحسم مادّة الفتن ، وحمل الناس على الطاعة ، ومنعهم عن المعصية ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ..
فلو جاز صدور المعصية منهما لانتفت تلك الفوائد ، وإرتفعت تلك العوائد وناقضت أفعالهما مع أغراضهما .. وبالتالي سقطت وفاتت المصالح الأساسية المقتضية لنصب النبي أو الإمام بعد النبي.
٥ ـ أنّه لو عصى النبي أو الإمام لاُقيمت عليهما الحدود ، ووجب إستنكار الرعيّة إيّاهما وسقط محلّهما من القلوب .. فلا ينقاد الناس لهما في الاُمور وتسقط فائدة البعثة والوصاية.
٦ ـ أنّ الأنبياء والأئمّة حفظة للشرع الأقدس والدين المقدّس ، وخلفاء اللّه في أرضه ، وحجج اللّه تعالى على خلقه بأقوالهم وأفعالهم .. فلو جاز عليهم الخطأ والخطيئة والسهو لأدّى ذلك إلى التضليل والتبديل والإغراء بالجهل وهو قبيح قطعا .. لا يفعله حكيم أبدا ، فلا ينصبهم اللّه يقينا.
لذلك أفاد شيخنا الصدوق في الإكمال : «أنّه يجب عصمة الإمام عليهالسلام لقوله عزوجل : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاْءَرْضِ خَلِيفَةً) (١) واللّه تعالى لا يستخلف إلاّ من له نقاء السريرة ليبعد عن الخيانة ؛ لأنّه لو إختار من لا نقاء له في السريرة كان قد خان خلقه .. وحاشاه عن ذلك! وهو الذي لا يهدي كيد الخائنين» (٢).
__________________
(١) سورة البقرة : (الآية ٣٠).
(٢) إكمال الدين : (ص١٠).