ومعصية ، وإثم وقبيح ، وزلّة ورذيلة ، وشكّ وسهو ..
حتّى بالنسبة إلى الشكّ والسهو .. لا يشكّون ولا يسهون أبدا ، لمنافاتهما للعصمة وإستلزامهما المحاذير العقلية المتقدّمة ، ومنافاة السهو لعلم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام عليهالسلام ؛ لأنّ السهو في الشيء تركه عن غير علم كما فسّره في المجمع (١).
فلا يمكن الموافقة مع القول الشاذّ الضعيف القائل بسهو النبي الشريف صلىاللهعليهوآلهوسلم إستنادا إلى بعض الأخبار الضعيفة التي لا يمكن العمل بها ، كما تلاحظه في كتاب الفقيه (٢).
وإنّما لا يمكن قبول هذا القول لإستناده إلى أخبار آحاد لا تثمر علما ولا توجب عملاً ، كما أفاده الشيخ المفيد في رسالة عدم سهو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وكذا أبطله العلاّمة قدسسره ـ كما تلاحظه في هامش الفقيه ـ من حيث إنّ راوي خبر السهو هو ذو الشمالين الذي قُتل يوم بدر في السنة الثانية من الهجرة ، والراوي عنه هو أبو هريرة الذي لم يدركه ؛ لأنّه أسلم بعد الهجرة بسبع سنين فكيف يروي عنه؟
بل هذا الخبر مضافا إلى ضعف السند ضعيف متنا لأنّه يخالف الكتاب الكريم ، والسنّة الصحيحة ، والأدلّة العقلية المتقدّمة ، وضرورة المذهب ، وإجماع الشيعة المحقّة ، كما أفاده السيّد الشبّر قدسسره (٤).
وكيف يتلائم هذا القول مع الكتاب العزيز الذي قال في حقّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) مجمع البحرين : (ص٤٨).
(٢) من لا يحضره الفقيه : (ج١ ص٣٥٩).
(٣) رسالة عدم سهو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ص٢٠).
(٤) حقّ اليقين : (ج١ ص٩٣) ، ومصابيح الأنوار : (ج٢ ص١٣٣).