وقد نقله الصدوق في العلل والعيون والمعاني والأمالي بسنده عن ابن أبي عمير أنّه قال : ما إستفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي إيّاه شيئا أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الإمام ، فإنّي سألته يوما عن الإمام أهو معصوم؟ قال : نعم ، قلت له : فما صفة العصمة فيه؟ وبأي شيء تُعرف؟
قال : إنّ جميع الذنوب لها أربعة أوجه : الحرص ، والحسد ، والغضب ، والشهوة ، فهذه منتفية عنه ..
لا يجوز أن يكون ـ الإمام ـ حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه ؛ لأنّه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص؟
ولا يجوز أن يكون حسودا ؛ لأنّ الإنسان إنّما يحسد من هو فوقه ، وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه؟
ولا يجوز أن يغضب لشيء من اُمور الدنيا إلاّ أن يكون غضبه للّه عزوجل فإنّ اللّه قد فرض عليه إقامة الحدود ، وأن لا تأخذه في اللّه لومة لائم ، ولا رأفة في دينه حتّى يقيم حدود اللّه عزوجل.
ولا يجوز أن يتّبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة ؛ لأنّ اللّه عزوجل حبّب إليه الآخرة كما حبّب إلينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا .. فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح؟ وطعاما طيّبا لطعام مرّ؟ وثوبا ليّنا لثوب خشن أو نعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية (١)؟
وعلى الجملة ؛ فبالأدلّة الأربعة نستنتج بنحو القطع واليقين عصمة أهل البيت الطاهرين وسيّدهم الرسول الأمين وأولادهم الأئمّة المهديين صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وأنّهم معصومون مطهّرون مبرّؤون من كلّ ذنب وقذارة ، وخطأ
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٢٥ ص١٩٢ ب٥ ح١).