١ ـ حديث جامع الأخبار : قال إبراهيم الخليل عليهالسلام لملك الموت :
«هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض فيها روح الفاجر؟ قال : لا تطيق ذلك ، قال : بلى ، قال : فأعرض عنّي ؛ فأعرض عنه ثمّ التفت فإذا هو برجل أسود ، قائم الشعر ، منتن الريح ، أسود الثياب ، يخرج من فيه ومناخره لهيب النار والدخان ؛ فغشي على إبراهيم عليهالسلام ثمّ أفاق ، فقال : لو لم يلق الفاجر عند موته إلاّ صورة وجهك لكان حسبه» (١).
٢ ـ ما رواه أبو طاهر المقلّد بن غالب ، عن رجاله بإسناده المتّصل إلى علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، أنّه رآه وهو ساجد يبكي حتّى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء ، فقالوا له : ياأمير المؤمنين! لقد أمرضنا بكاؤك وأمضّنا وشجانا (٢) ، وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قطّ.
فقال :
«كنت ساجدا أدعو ربّي بدعاء الخيرات في سجدتي فغلبني عيني فرأيت رؤيا هالتني وأقلقتني ، رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قائما وهو يقول : ياأبا الحسن! طالت غيبتك فقد اشتقت إلى رؤياك ، وقد أنجز لي ربّي ما وعدني فيك. فقلت : يارسول اللّه! وما الذي أنجز لك فيّ؟ قال : أنجز لي فيك وفي زوجتك وإبنيك وذرّيتك في الدرجات العلى في علّيين ؛ قلت : بأبي أنت واُمّي يارسول اللّه! فشيعتنا؟ قال : شيعتنا معنا ،
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٦ ص١٤٣ ب٥ ح٨).
(٢) يقال : أمضّه الأمر أي أحرقه وشقّ عليه ، وأمضّه الجرح أي أوجعه ، وشجا الرجل أي أحزنه.