وقصورهم بحذاء قصورنا ، ومنازلهم مقابل منازلنا ؛ قلت : يارسول اللّه! فما لشيعتنا في الدنيا؟ قال : الأمن والعافية ، قلت : فما لهم عند الموت؟ قال : يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك الموت بطاعته ، قلت : فما لذلك حدّ يعرف؟ قال : بلى ، إنّ أشدّ شيعتنا لنا حبّا يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في يوم الصيف الماء البارد الذي ينتقع به القلوب ، وإنّ سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه كأقرّ ما كانت عينه بموته» (١).
٣ ـ حديث أبي بصير قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : جعلت فداك! يستكره المؤمن على خروج نفسه؟ قال : فقال :
«لا واللّه ، قال : قلت : وكيف ذاك؟ قال : إنّ المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأهل بيته : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الأئمّة عليهم الصلاة والسلام ـ ولكن أكنّوا عن اسم فاطمة ـ ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهمالسلام ، قال : فيقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : يارسول اللّه! إنّه كان ممّن يحبّنا ويتولاّنا فأحبّه ، قال : فيقول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ياجبرئيل! إنّه ممّن كان يحبّ عليّا وذرّيته فأحبّه ، وقال جبرئيل لميكائيل وإسرافيل عليهمالسلام مثل ذلك ، ثمّ يقولون جميعا لملك الموت : إنّه ممّن كان يحبّ محمّدا وآله ويتولّى عليّا وذرّيته فارفق به ، قال : فيقول ملك الموت : والذي اختاركم وكرّمكم واصطفى محمّدا صلىاللهعليهوآله بالنبوّة ، وخصّه بالرسالة لأنا أرفق به من والد رفيق ،
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٦ ص١٦١ ب٦ ح٣٠).